الملك الحاني عبدالله الثاني
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الملك الحاني عبدالله الثاني
الغد: الملك يضيء بيوت الأردنيين بتواصله المستمر معهم وتفقد أحوالهم
تيسير النعيمات- منذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وجه جلالته الحكومات المتعاقبة الى تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومدهم بما ييسر عيشهم بكرامة، مشددا على ضرورة أن تنعكس أرقام النمو على حياتهم في كافة المجالات.
ولم ينتظر جلالة الملك، أن يطرق الفقراء أبواب الديوان الملكي العامر، بل سعى الى الفقراء من خلال استجابته لحوائجهم اليومية، وبخاصة المادية عبر زياراته التي لم تتوقف الى مناطقهم (جيوب الفقر)، والى بيوتهم.
فإلى جانب المساعدات المادية، أمر جلالته بتنفيذ مشاريع تنموية، تغطي مختلف مناحي الحياة التعليمية والصحية والاقتصادية والشبابية، لكافة المواطنين وبخاصة قطاعات ذوي الاعاقة والمرأة، بهدف توفير حياة مناسبة لكافة الأردنيين.
وزير الشباب والتنمية الاجتماعية الأسبق الدكتور عبدالله عويدات، تحدث عن الجانب الإنساني عند جلالة الملك، منذ معرفته بجلالته حين كان أميرا.
يقول عويدات "تشرفت بمعرفة جلالة الملك عبدالله الثاني في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حين كان متفرغاً للشؤون العسكرية، وكنت حينها وزيراً للشباب، وأسعدني الحظ أن اقترب منه قَبل أن يترأس الاتحاد الأردني لكرة القدم، وخلال تلك الفترة، كان يفاجئني بين الحين والآخر بزيارة الوزارة، فيعرض علي بعضاً من شؤون وشجون الاتحاد، حرصاً منه على التنسيق بين السياسة العامة لوزارة الشباب وبين اتحاد كرة القدم".
ويضيف عويدات "حين كنت اصطحبه الى سيارته لوداعه، كان غالباً ما يجد أمامه مجموعة من أصحاب الحاجة، ينتظرون خروجه، فيقتربون منه ويرفعون أصواتهم: يا سيدي يا سيدي، فكان يذهب اليهم ويستمع الى مطالبهم بتواضع جم، وبلطف ساحر وبابتسامة ناعمة، مبديا حرصه على مشاعر كل واحد منهم، فيأخذ أوراقهم، ويدرسها ويوصلها من خلال مرافقيه الى أصحاب الشأن".
وحين تولى العرش، توضح اهتمام جلالته بحال الطبقة الفقيرة، وبقي مهتما بهم. لم يكن ينتظر إلى أن يطرقوا أبواب ديوانه، أو يتقدموا منه أثناء مسير موكبه في الشوارع، بل يذهب اليهم في مواقعهم، في الشمال والجنوب والوسط، في الأغوار والبادية والمخيمات، وفي أطراف المدن الكبرى، وفق عويدات.
ويشير عويدات الى جهود جلالته لخدمة الأردنيين في مختلف مناحي الحياة، ويقول "سعي جلالته الى مساندة الفقراء، تمثل بالاستجابة لحوائجهم اليومية وبخاصة المادية، وقد طوَر أسلوبه من الزيارة الفردية الى بيوت بعض الفقراء الى الاطمئنان على طبيعة الخدمات المقدمة لهم في الدوائر الحكومية، وبخاصة الخدمات الصحية، لذا كثف زياراته المباغتة الى المستشفيات الحكومية التي تقدم لهم الخدمة، وظل يلاحق هذه المستشفيات بالزيارات المتواصلة، الى أن أصبحت الخدمة التي تقدم لهذه الطبقة نموذجاً لاحترام الإنسان والمحافظة على كرامته".
ويبين عويدات أن الزيارات الملكية المتواصلة، لم تكن لتلبي طموح جلالته، فبدأ بمأسسة العمل الإنساني، من خلال الديوان الملكي، فوسَع خدمات تقديم العلاج عبر مؤسسة خاصة في الديوان الملكي، تقدم العلاج المجاني لكل صاحب حاجة ممن لا يملك تأمينا صحياً، وما تزال هذه المؤسسة ملتقى الفقراء.
وذهب جلالة الملك أبعد من ذلك، فوجه الحكومة الى أن تلحق بالتأمين الصحي، الأطفال الأردنيين ممن هم دون سن السادسة، وقد تمَ ذلك، ثم أوعز الى الحكومة لشمول كبار السن ممن هم فوق الستين في التأمين الصحي المجاني، وهكذا كان.
وفي مجال السكن، ولشدة حرص جلالته على أولئك الذين لا مسكن لهم، أسس وحدة أخرى في الديوان الملكي لبناء مساكن للفقراء، وما تزال هذه الوحدة تقوم بعمل مسوحات في كل محافظة من محافظات المملكة، وبالتعاون مع المحافظين ووزارة التنمية الاجتماعية، لحصر أسماء العائلات المستحقة للمساكن، فبعد أن يتم تدقيق الأسماء، يتم اختيار الموقع المناسب لبنائها، ثم يحال العطاء، وتبدأ عملية الملاحقة للمتعهدين لإنجاز المشروع.
وغالبا ما كانت تسلم هذه الوحدات في غضون ستة أشهر، وما تزال هذه السنة الحميدة سارية ومستمرة، إذ استفادت العائلات العفيفة من هذه الوحدات السكنية، وما يزال جلالة الملك عبدالله الثاني، متابعاً وبدقة وعناية متناهيتين، لهذه السنة الإنسانية الرفيعة.
ومن السمات التي لا تخفى على متتبع لعهد جلالة الملك أنه قائد لمّاح محب للوقوف على الحقيقة بنفسه، ليطمئن بأن الأمور وضعت في نصابها، وكثيرا ما اكتشف أن خللا وقع هنا أو هناك في توزيع المساعدات، لذلك أسس وحدة لتوزيع المواد التموينية للأسر المحتاجة، وبعد أن أجري إحصاء شامل عبر جهات متعددة في كل محافظة للعائلات الفقيرة، بدأ بتوزيع طرود الخير لهذه العائلات، إلا أن جلالته اكتشف لاحقاً أن بعضا منها، لم يكن يصل الى الفقراء الحقيقيين، فأوعز بإعادة التدقيق الى أن اطمأن بأن القائمة التي تشكلت في الديوان، قائمة صحيحة، وشكل نهجا ملكيا بتقديم مؤونة من المواد الأساسية لكل عائلة، تكفيها لستة أشهر، وما تزال طرود الخير تصل الى باب كل عائلة فقيرة، كما يبين عويدات.
يقول عويدات "أسعدني الحظ العام 2005 بأن أكون وزيراً للتنمية الاجتماعية، وأن اطلع عن كثب على الجهود الهائلة التي كان يبذلها جلالته في سبيل تحسين أحوال الطبقة الفقيرة في الأردن".
ويشير الى أنه تم إجراء دراسة لتحديد جيوب الفقر العام 2004، والتي أجريت من قبل جهة أجنبية، وحددت عشرين جيبا للفقر، ومواقع هذه الجيوب في كل محافظات المملكة، وبدأت الدوائر المختصة بوضع الخطط وتخصيص الأموال اللازمة لمعالجة ظاهرة الفقر في تلك الجيوب.
ويبين أنه "حين تَسلمتُ وزارة التنمية بدأت أدقق في هذه الجيوب، عبر الجولات الميدانية، وتبين لي أن هنالك جيوبا أشد فقرا مما ورد في الدراسة، وفي لقاء لاحق مع جلالته، سألني عن جيوب الفقر في المملكة، وأوضحت له وجهة نظري، وأشرت تحديداً الى جيوب الفقر في منطقة الأغوار، وبعدها وجدت جلالته يقوم بزيارات متواصلة الى هذه المنطقة، وأمر بإقامة خدمات متطورة تعليمية وصحية لهم، إضافة الى مجموعة مشاريع تنموية وما يزال جلالته متابعاً لأبناء هذه المنطقة، وبالتساوي مع المناطق الأخرى".
دأب جلالته في كل عام وفي شهر رمضان تحديدا على إقامة مآدب إفطار لكل قيادات المجتمع، إلا أنه كان حريصاً وفي كل عام على أن يقيم مأدبة إفطار خاصة لأبناء دور الأيتام، ويوزع عليهم الهدايا، وكان يُجلِس على طاولته الخاصة مجموعة منهم، وكان يسألهم عن حياتهم اليومية، ويستوضح عن أمور دراستهم، ويبث فيهم روح العزم والمثابرة. ومع إطلالة كل عام جامعي، دأب الديوان الملكي على طلب أسماء الأيتام الذين أنهوا شهادة الدراسة الثانوية، ليضمهم الى قائمة البعثات على حساب الديوان الملكي، وهذه البعثات تغطي تكاليف حياتهم اليومية، بالإضافة الى أقساطهم الجامعية.
لم يترك جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه العرش قطاعا إلا أولاه عناية دقيقة، ولكن القطاع الذي ظل حاضرا وعلى مدار الساعة في ذهن جلالته وفي عمله، هو قطاع الفقراء والأيتام وأصحاب الحاجة، بحسب عويدات.
ويرى عويدات أن "جلالة الملك، استمد هذه النزعة الإنسانية من بعدين أساسيين في حياته، البعد الأول هو ما ورثه عن والده العظيم رحمه الله الحسين بن طلال وعائلته الهاشمية الكريمة، والبعد الثاني أنه أمضى فترة طويلة من حياته مع أفراد القوات المسلحة، فعرف من خلالهم طبيعة الأردن الاجتماعية بشرائحها المختلفة، وجمع بين كبرياء القائد العسكري وعزته وتواضعه، وشرف الجندية وحس العدالة بين الناس، فلازمه طبع عميق هو الإحساس بالآخرين والقرب منهم والتفاعل مع آمالهم وطموحاتهم".
ويؤكد على "أن من يتتبع سلوك القادة المعاصرين في الوطن العربي، وحتى في العالم، لا يجد نموذجاً مشابهاً لما قدمه جلالة مليكنا المفدى من حس إنساني رفيع مع أسرته الأردنية بكل شرائحها وطبقاتها".
رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لجمعية المركز الإسلامي الدكتور سلمان البدور يرى أن المبادرات الإنسانية التي قام بها جلالة الملك تُعبّرعن فكر إنساني يرتكز على حس إنساني رفيع "فمن المعروف أن الشعب الأردني يتشكل في معظمه من أبناء الطبقة المتوسطة الدنيا، وهم أولئك الذين يعملون ويكافحون من أجل الوفاء بالتزاماتهم الأسرية، ويشكل هؤلاء الأغلبية الصامتة التي أوكلت أمرها إلى الدولة الأردنية، فكانوا جندها وعمالها ومعلميها وكتبتها وكسبتها، وعبّرت الدولة الأردنية عن آمالهم وتطلعاتهم، وهي على كل حال، تتلخص في سكن يأويهم ولباس يكسيهم وكفاف عيش يجنبهم ذل السؤال".
ويقول البدور "أدرك جلالة الملك هذا الوضع منذ بداية توليه السلطة، فكان الزائر الدائم لبيوت الأردنيين، يتلمس حاجاتهم ويشاهد ظروفهم فيستجيب لتلبية طلباتهم، وكان في كل مرة وقبل أن يُطلب منه شيء، يتلقى سيلاً من الدعاء له بالخير والسداد".
ويبين "أدركت أفكار جلالته وأنا استمع لما يقوله أثناء زيارته للمركز الوطني لحقوق الإنسان، وكنت يومها عضوا في مجلس أمنائه، وما أقوله ليس كلام جلالة الملك، بل ما استنتجته من كلام جلالته، وأنا استشف الفكر الذي يتبناه تجاه الشعب الأردني".
الملك والملكة وابناؤهما الامراء حسين وسلمى وايمان وهاشم-(أرشيفية)
ويرى البدور أن جلالة الملك، يؤمن إيماناً تاماً بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة، "وانطلاقاً من هذا الإيمان، أكد جلالته على حق الأردنيين جميعاً في العيش بكرامة، وبدا ذلك واضحاً في كتاب التكليف السامي للحكومة الجديدة، وبناء على إيمان جلالته بتوفير العيش بكرامة، جاءت مبادرات جلالة الملك "سكن الأسر العفيفة" و"سكن كريم لعيش كريم".
ويزيد البدور أنه "انطلاقاً من إيمان جلالة الملك بحق الحياة لكل أردني وتوفير الخدمة الطبية لكل فئات الشعب الأردني، أمر جلالته بأن يشمل التأمين الطبي المجاني الأطفال دون السادسة، بما في ذلك أبناء غزة المقيمون في الأردن، ولكل كبار السن الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً وليس لديهم تأمين صحي".
"ولإيمان جلالته بقيم الدستور الأردني التي تتطابق تماماً مع مبادئ حقوق الإنسان في عدم التمييز على أساس اللغة أو الجنس أو العرق أو الدين، وأن الأردنيين سواسية أمام القانون، فإن جلالته أكد على حقوق المرأة وعدم التمييز ضدها، فصادقت الحكومة الأردنية على اتفاقية (سيداو)"، بحسب البدور .
ونظراً لأن الأطفال هم رجال المستقبل، والجزء الأضعف في المجتمع، أكد جلالته كما يبين البدور، على حقهم في الحماية من الإساءة أو تعرضهم للعنف أو الإساءة إليهم بأي شكل، وتم توفير ملاذات آمنة لمن يتعرض منهم للإساءة من ذويهم أو من الآخرين.
ويشير البدور الى أن الملك الذي يؤمن بالمساواة والعدالة، أكد على أنه يسعى جاهداً الى بناء مجتمع مدني، تقوم فيه العلاقات على أساس القانون وتكافؤ الفرص، ولأن الظلم لا يؤسس لشيء، فقد أمر جلالته بإنشاء ديوان المظالم، حتى يستطيع أي أردني أن يصل إلى حقه، إذا ما تم حرمانه من حق من حقوقه. ولإدراك جلالته لأهمية الروابط الاجتماعية الأردنية الأصيلة، القائمة على أساس التكافل داخل نطاق الأسرة الأردنية، فإنه يسعى الى تعميم هذا النوع من الروابط داخل نطاق الأسرة الكبيرة، إذ تم إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي الذي كُلف بتنسيق الجهود بين المؤسسات المعنيّة في ميدان العون الاجتماعي.
ويؤكد البدور على أن هذه الإنجازات توضح الأسس الفكرية الإنسانية التي يتبناها جلالته، وهي تستند في مضامينها الى فعل حقيقي من جلالته، فمن خلالها أسس لمبادراته الإنسانية التي ستؤتي أُكلها بإذن الله بما يكفل كرامة الأردنيين جميعاً، ويحقق لأغلبهم العيش الكريم".
رئيس الاتحاد العام للجمعيات الخيرية الدكتور أمين مشاقبة قال "منذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وهو يسعى لتحديث الأردن والارتقاء بمستوى الحياة العامة الى أعلى المستويات، وفي جميع المجالات التنموية المختلفة، ومنها الجهود المبذولة في مجال العمل الاجتماعي، إذ إن الهدف الرئيسي من كل تلك الجهود التنموية هو حياة المواطن، بحيث تنعكس عوائد التنمية بصورة فعلية على نوعية حياة المواطنين في مختلف مناطق المملكة".
من هنا انطلقت المبادرات الملكية في كل المجالات، لدفع عجلة التنمية الشاملة للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، فجاءت طرود الخير الهاشمية لمساعدة الفقراء والمعوزين، وهي عبارة عن مواد غذائية توزع على الأسر الفقيرة، تكفي لمدة لا تقل عن ستة أشهر لمساعدة هذه الأسر وتحسين مستواها المعيشي وتزويدها بالمواد الأساسية لمستلزمات الحياة، بحسب مشاقبة.
ويضيف مشاقبة أن طرود الخير الهاشمية تقدم بصورة فصلية، تغطي ما يزيد على 20 ألف أسرة معوزة ومحتاجة في كافة أرجاء الوطن، ناهيك عن معاطف الشتاء التي توزع سنوياً على الطلبة المحتاجين وغيرهم في مختلف مدارس المملكة، وخصوصاً في المحافظات الأقل حظا.
ويشير مشاقبة الى أنه وتجسيداَ للجهود الملكية لرعاية الأسر الفقيرة ولتوفير حياه كريمة لهم، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2005 مشروع الملك عبدالله الثاني لإسكان الأسر الفقيرة، وذلك لتوفير مساكن للفقراء في مختلف أرجاء المملكة، وبدأ المشروع في محافظة المفرق في ثلاث مناطق ثم انتقل العمل بالمشروع الى بقية المحافظات، فالمرحلة الأولى من المشروع، والتي يشرف عليها الديوان الملكي العامر، تضمن بناء 595 وحدة سكنية للفقراء في عشر محافظات، وتضمنت المرحلة الثانية بناء 1400 وحدة سكنية في مختلف محافظات المملكة".
وإيمانا من جلالته بتحسين الظروف المعيشية للمعلمين وتحسين مستواهم المعيشي، أطلق مشروع إسكان المعلمين الذي أمن ما يزيد على 1300 معلم ومعلمة بمنح وقروض ميسرة لأغراض السكن، ومنح 250 معلماً ومعلمة قروضاً إسكانية ليرتفع عدد المستفيدين من المعلمين بهذه المنح والقروض الى 1000 معلم سنوياً، ويضاف الى ذلك توفير السكن المناسب لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وذوي الدخل المحدود.
وكل ذلك كما يعتبر مشاقبة، يأتي في إطار جهود جلالته المستمرة لتحسين الظروف المعيشية لكافة فئات وشرائح المجتمع الأردني.
وضمن اهتمام جلالته بذوي الاعاقة، يشير مشاقبة الى إنشاء المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة لرعاية هذه الفئة، بحيث شهدت المملكة تطورا هائلاً في رعاية هذه الشريحة من حيث إقامة المراكز الجديدة لحمايتها وتحسين أوضاعها ودعم المؤسسات والمراكز التي تعنى بالمعوقين بصورة مختلفة تماماً عما مضى. "ويدفع جلالته بجهوده لتقدير العمل الاجتماعي الخيري والتطوعي، بحيث يعتبر جلالته المتطوع الأول الذي يدعم ويقدم الإسناد لكل الجهات الفاعلة لخدمة المواطن الأردني في كافة مناطق المملكة"، بحسب مشاقبة.
وانطلاقاً من اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بزيادة الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية، تم تأسيس صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، كمؤسسه غير حكومية ووسيلة رائدة للحد من الفقر والبطالة، ورفع مستوى معيشة المواطنين خصوصاً في المناطق الأقل حظاً، كما يشير مشاقبة.
ويسعى الصندوق الى تكريس الجهود لدفع عجلة التنمية الشاملة، وتشجيع الابتكارات الإبداعية وصقل مهارات المواطن وتطوير قدراته.
ويختم مشاقبة بأن "هناك مبادرات ومشاريع عديدة أطلقت للحد من الفقر والبطالة وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني، فالإنسان الأردني هو محور التنمية التي يركز عليها جلالته في كافة مبادراته ونشاطاته الإنسانية، والإنجازات التي حدثت خلال العقد الماضي من العهد الهاشمي الرابع، تشهد على مدى الالتزام والجدية للرقي بالأردن الى مصاف الدول المحدثة، والتي تعنى بالإنسان وتطوير سبل معيشته وتحقيق الرفاهية له في كافة المجالات من صحة وتعليم، وسكن، وعمل وتدريب وتأهيل.
لم تتوقف عجلة المبادرات الملكية مطلقاً عن تعزيز وتحسين نوعية حياة المواطن التي تشكل الغاية النهائية في فكر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه".
الدستور: الوطن يزهو بعيد ميلاد الملك اليوم
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة اليوم السبت الثلاثين من كانون الثاني بالعيد الثامن والأربعين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
وتلقى جلالة الملك برقيات تهنئة بالمناسبة من عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ، عبروا خلالها عن أطيب التهاني والتبريكات لجلالته بهذه المناسبة الوطنية ، داعين المولى جلت قدرته ان يعيدها على جلالته وهو يتمتع بموفور الصحة والعافية وعلى الشعب الأردني وقد تحقق له المزيد من الرفعة والتقدم والازدهار. كما تلقى جلالته برقيات تهنئة مماثلة من رئيس الوزراء ، ورئيس مجلس الأعيان ، ورئيس المجلس القضائي ، وقاضي القضاة ـ إمام الحضرة الهاشمية ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة ، ومديري المخابرات العامة والأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك ، والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء وممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية.
ويستذكر الأردنيون في هذه المناسبة العزيزة مسيرة الإنجاز المظفرة التي قادها جلالة الملك عبر سنوات حكمه الرشيد ، حيث كان بناء الدولة الحديثة ، دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدالة والمساواة ، وتحقيق الرفاه والحياة الأفضل وبناء المستقبل الأفضل لجميع الأردنيين ، في مقدمة أولويات جلالته على الدوام.
وشهد الاردن في عهد جلالته تجسيدا للرؤية الإصلاحية التحديثية الشاملة التي قادها جلالته لإحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل والإنجاز ، والاستثمار في العنصر البشري.وفي حديثهم بالمناسبة العزيزة أكد مسؤولون ومحللون سياسيون ان الاحتفاء بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني يشكل مناسبة مهمة للتأكيد على رؤى ومنطلقات جلالته للاستمرار في النهوض بالوطن ورفع شأنه. واستعرض متحدثون المبادرات الملكية التي شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
الرأي: الأسرة الأردنية تحتفل بعيد ميلاد القائد
حاتم العبادي - يضيء جلالة الملك عبدالله الثاني (اليوم) الشمعة الثامنة والأربعين من عمره الميمون في مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز. اليوم يحتفل الأردنيون، في البوادي والأرياف والمدن والمخيمات، بعيد ميلاد الأب الحاني والكريم.. بعيد ميلاد من اعتزوا به وبإنجازاته.. بعيد ميلاد من كانوا محط فخره واعتزازه على الدوام... بعيد ميلاد القائد. قبل أيام، قال الملك في أبناء شعبه «أنني أعتـز بأني واحد منهم، وأفتخر بهم وبانتمائهم وإخلاصهم وقدرتهم على تحقيق أعظم الإنجازات».... هو الملك الذي راهن على الأردنيين بأن يكونوا قادرين على تجاوز كل التحديات والشدائد، ليبقى الاردن «مرفوع الرأس»، وكان نداء الإجابة «لبيك». في عيد ميلاد «أبي الحسين» يستذكر الأردنيون، حيثما كانوا، في البوادي والأرياف والمخيمات، منابر وصروحا علمية وصحية وسكنية وخدماتية، أمر بها جلالته خلال زياراته الميدانية لمختلف المناطق في المملكة، أضاءت لهم درب الحياة الكريمة، ليدخل السعادة الى بيوت طالما شكت قسوة الحياة.
انه عيد ميلاد ملك نذر نفسه لعزة الوطن ونصرة قضايا أمته و شعبه المخلص الفخور بهذه المناسبة الوطنية بكل اعتزاز، ثابتين على العهد بمزيد من العمل والإصرار والبناء.
ففي الثلاثين من كانون الثاني من عام 1962 ولد جلالة الملك، وهو الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
يوم عيد جلالة الملك عبدالله الثاني المبارك ، هو عيد لكل الأردنيين، واليوم الأغلى على قلوب الفقراء والمعوزين، الذين نعموا بالدفء والإحساس بالأمان بلفتات ومكارم ملكية غيرت طرائق العيش والحياة لديهم.
بكل اعتزاز يحتفي الأردنيون (اليوم) بعيد مليكهم مؤكدين ثقتهم وأيمانهم بقيادتهم الهاشمية الفذة التي حققت الإنجازات الرائدة من اجل رفعة الوطن وصون استقلاله ومنعته.
في يوم ميلاد الملك يتداخل الخاص والعام في علاقة تلاحم ، يعز أن تجد لها نظائر مماثلة، وشواهد العلاقة ماثلة للعيان في كل مكان... في البادية والريف والمخيمات والمدن.. فارملة في قرية شقيرة تشاطر عجوزا في منطقة عجلون وشابا في منطقة المفرق الإحساس بحميمية العلاقة التي تربطهم بجلالة الملك..
تلك العلاقة التي أرادها الملك أن تختصر المسافات بينه وشعبه لتكون قريبة ... بعيدة كل البعد عن جميع مظاهر المجاملات والرسميات.. لأنه ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية.. قالها « أن أسرتي أصبحت تزيد عن خمسة ملايين»... وعلى ارض الواقع جسدها، ليكون صديقا ونصيرا للفقراء.
كبرت الأسرة وكبرت أحلامها في بلد «بحجم الورد» انتصر فيه التاريخ على الجغرافيا ويمتد عطاؤه بعد أن وصل القاصي والداني الى أشقاء أنهكتهم الصراعات والحروب في أصقاع الدنيا.. فالأردن كما هو تاريخه معطاء بقيادته التي تستمد شرعيتها من ارث ديني يوغل في التاريخ ويرتبط بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
فالملك أول من هب لنصرة أهل فلسطين في قطاع غزة، إنسانيا وسياسيا وماديا، فالدم الذي هو هبة الله للحياة وأغلى ما نملك قدمه الملك ليسري الان في جسد غزي... وهذا حال دم الأردنيين جميعا الذين استجابوا لنداء جلالته بالوقوف لنصرة الأهل في فلسطين.
هو الملك في عيد ميلاده يتسع قلبه لكل شعبه ويؤسس لخطاب متنور في مخاطبة الآخر ..يعتمد العقل ورؤية الممكن للواقع لاستشراف القادم ..
وها هي خطاباته في المحافل الدولية والعالمية وفي مراكز صنع القرار ماثلة في ذاكرة الجميع معبرة عن رؤية جلالته.
ولأنه الملك القائد ظل دوما وما زال مستمرا يشحذ الهمم ويبشر بالخير والعطاء سائرا على نهج الأجداد..فالأردن الذي بناه الهاشميون تخطى التحديات وتجاوز الصعوبات وبنى المؤسسات ليكون بحق وطن الأحرار.. وطن الأردنيين وملاذ الهاربين من الخوف الباحثين عن الأمن والاستقرار.
على جبين الوطن «الأسمى والأغلى» كانت بيوت الخير الهاشمي كاللؤلؤ المنثور لتنهي معاناة اسر ودعت بيوت صفيح وخيما لا تقي من برد قارس ولا صيف قائظ .. ولسان حال ساكنيها يلهج بالدعاء عرفانا وشكرا لملك حمل همهم ووعد وأوفى ...وارتضى أن تكون هدية ميلاده ابتسامة طفل وفرحة عجوز انتصر لهم الملك في محنهم.
ابرز سماتها الصدق والإقدام وحب الناس : شخصية جلالته رسالة الهام للشباب
الدستور - رنا حداد
الوقوف على تفاصيل نشأة سير القادة والعظماء فيه عبرة وفيه رسالة من حق الأبناء والأحفاد الذين يعيشون انجازات عهد ميمون أن يحصلوا على رؤية تاريخية تتناول طفولته المميزة وبواكير شبابه.
وللتعرف أكثر على البيئة التي نشأ فيها سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى ما ميز هذا القائد الشاب الذي سطر حبه في قلوب أبناء وطنه كان لقاؤنا مع الفريق الركن المتقاعد الدكتور غازي الطيب الذي شهد محطات مهمة كانت ذات أثر كبير في تكوين شخصية جلالة الملك النموذج: بما تحمله من معالم الخير والعدل والحق.
العسكرية المبكرة
عن سر هذا الحب للعسكرية يقول الطيب "طفل في الثانية والنصف من عمره يزور برفقة والده الثكنات العسكرية مرتديا الزّي العسكري الذي كان ولازال الأحب إلى قلبه". ويضيف الطيب "الحديث عن مصادر أهم مصادر ثقافة الملك عبدالله في نشأته وطفولته المبكرة ملازمته لوالده المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه فقد كان المغفور له الملك الحسين يعشق القوات المسلحة وعبدالله نشأ وترعرع على هذا الحب". ويقول"وفي احد المرات التي كان فيها جلالته يزور الجيش بادر احد قادة الكتائب بتحيته صباحا قائلا good morning فما كان من ابن الأربعة سنوات إلا أن أن رد وعليكم السلام صباح الخير".
ويضيف الطيب "جلالته كان في عمر الثلاث سنوات كان يتحدث العربية مع والده ومع القوات المسلحة وهذه من علامات الذكاء المبكر ان يلم الطفل بثلاث لغات مميزا متى وكيف ومع من يستخدم كل منها". وعن دور العسكرية كمحطة في صقل الشخصية يقول الطيب "لا احد ينكر ان القوات المسلحة مدرسة في الثقافة والعلم والسلوك والشهامة ومدرسة للرجولة وسلوك يعلم الإنسان احترام الآخرين ويحافظ على النواحي الإدارية بالوقت وتوزيع الأعمال والرغبة في الإبداع والتميز". وعن شخصية ملكنا المحبوب يقول الطيب :"نشأ الملك في بيئة أردنية حميمة تحب الناس والخير للجميع بيئة القوات المسلحة وأسرة يقودها الملك الحسين القائد الفذ بالنواحي العسكرية منظومة في السلوك الاجتماعي المتميز ورثها عبدالله. فكان للملك الشاب القسط الأوفر من الاهتمام بالشأن العسكري ، الذي امتزج بتكوينه منذ سن مبكرة ، نتيجة تربيته الأسرية التي عاشها ، وهو يخطو خطواته الأولى".
"الشخصية المحبوبة"
"تحبه وهو طفل" هكذا تحدث ضيفنا بفرح وهو يصف لطف جلالته وسلوكه الجميل في التعامل مع كل من حوله ويضيف"شخصية محببة ولطفه في التعامل مع الآخرين منذ صغره حين كان يقسم مصروفه المدرسي مع أصدقائه في الروضة حتى الكعكة التي كان يشتريها كان يتقاسمها مع الآخرين وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على خلق عظيم وحب للآخر كما الذات.. لا يمكن ان يسيء الى احد بل كان يلهم الآخرين في آلية التصرف مع الناس".
وعن المواقف التي لا ينساها خلال مرافقته لجلالة الملك في طفولته يقول:"زرت معه بريطانيا وسكنت في الغرفة المجاورة حيث أشارت والدته الى ضرورة متابعته لدروسه حيث كان يصطحب معه كتبه لاحظت انه يضع إستراتيجية معينة للاستذكار لفتت انتباهي فلمست ذكاء مبكرا في شخصية ملكنا الشاب الذي كان آنذاك يحفظ صورا من القرآن الكريم ويتقن اللغة العربية لطفل في مثل عمره يعتبر تميز الى جانب اللغة الفرنسية والانجليزية".
وعن ذات الرحلة يضيف الطيب" لمست في شخصيته ومن خلال موقف أننا في بريطانيا ركبنا سيارة أجرة وكان السائق فضوليا جدا ويطرح كثيرا من الأسئلة التي لا تعنيه الأمر الذي جعل جلالته يهمس في أذني لماذا يسأل هذا الشخص كثيرا عن أشياء لا تعنيه؟؟".
الالتزام والإقدام
حين انتظم جلالته في صفوف القوات المسلحة يقول الطيب "كان جنديا كغيره من الجنود يتمرن ويطيع الأوامر العسكرية وملتزم بقواعد السلوك بل الأكثر من ذلك كان مقداما لا يخشى شيئا كان ظاهرا حبه للسلاح ومهارته في استخدامه بل كانت له رؤية لا تخيب في مجال الأسلحة". وعن تميزه روى الطيب عن القفزة الأولى التي قفزها جلالته من "البرج وهو مكان التدريب الأول قبل القفز من الطائرة" يقول الطيب "أنها كانت قفزة مميزة ومتقنة دعت جميع المسؤولين عن التدريب يسألونه ان كان قد تدرب من قبل عليها الا انها كانت المرة الأولى والتي دلت في تطبيقها على جدية وشجاعة قلب وسجل من خلالها قفزة صحيحة منذ المرة الاولى. ويضيف ان جلالته هو الوحيد الذي طلب ان يقفز قفزة "التالون"وهي ان يقفز شخصين في مظلة واحدة وهي تنطوي على مخاطرة ومسؤولية كبيرة الا ان جلالته كان على الدوام مثالا على الإقدام والشجاعة.
حبه لجنده
يقول الطيب :عندما كان جلالته يزورنا في كرواتيا للوقوف على سلامة قواتنا الأردنية المشاركة في عمليات حفظ السلام الأردنية كان لا يكتفي بالتقارير التي كانت تقدم عن قواتنا بل كان يذهب الى نقاط تواجدها وان كانت تنطوي على مخاطر كبيرة الا انه كان يصمم على لقاء الجنود في مواقعهم .
والأجمل" انه كان يتناول طعامه معهم ولم يكن يرضى بوجود خصوصية له في أي شيء سواء طعام او شراب". وعن اهتمامه بجنودنا البواسل يضيف الطيب عن موقف من مواقف جلالته"وهو أمير رأى أفراد الجيش في الصين يرتدون معاطف لفتت انتباه جلالته مصممة بأسلوب يتناسب وألوانه مع العسكرية لون اخضر واسود طلبنا آنذاك الملحق العسكري واليوم جنود الحرس الملكي يرتدون هذه المعاطف على نفقة جلالته".
وبعد
ملك ، أب شامخ القامة ، مكتمل الرجولة ، يعمر قلبه حب دينه ، ووطنه ، وأسرته الكبيرة من شعبه.. يتطلع الجميع إليه فيغدق عليهم حبه ، ويمد أسرته بإرشاداته ، ولم تمنعه عاطفة الحب الجياشة أن يوجههم نحو الاعتماد على أنفسهم ، وأن يتحدث معهم بصراحة عن الظروف الصعبة والتحديات وأن عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة ذلك.
يفرح بلقاء الكبار من أبناء شعبه ، نراه يجد بهجة موازية بلقاء الصغار من مواطنيه ، ولا يجد غضاضة أن يقبل أولئك الأطفال ، وأن يحمل البعض منهم وكأنهم أطفاله. وأن يستفسر عن معاناة بعضهم ، ويمازحهم ، ويستمع إلى أقوالهم البريئة.. منصتاً كأب رحيم. قائدنا انموذج لكل فرد في عائلتنا الكبيرة لا اجمل من الاقتداء به ، وفقه الله.
بترا: الأسرة الأردنية تحتفل اليوم بالعيد الثامن والأربعين لميلاد الملك عبدالله الثاني
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة اليوم السبت الثلاثين من كانون الثاني بالعيد الثامن والأربعين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
ففي الثلاثين من كانون الثاني سنة 1962 ميلادية زف المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه البشرى للشعب الأردني بميلاد نجله الأكبر ، وفي كتابه (ليس سهلا أن تكون ملكا) قال المغفور له جلالة الملك الحسين "أسميته عبدالله إحياء لذكرى جدي وهذا لم يعط العرش الأردني وريثا مباشرا وحسب بل كان من وجهة نظري البحتة أروع حدث عشته في حياتي".
وأمضى جلالة الملك عبدالله الثاني المرحلة الأولى من تعليمه في الكلية العلمية الإسلامية في عمان ، وانتقل في المرحلة الإعدادية والثانوية ، إلى مدرسة سانت ادموند في ساري بانجلترا ومن ثم إلى مدرسة إيجلبروك وبعدها إلى أكاديمية دير فيلد في الولايات المتحدة الأميركية.
نشأ جلالته عسكرياً محترفاً ، فقد تدرج في المواقع العسكرية من رتبة ملازم أول إذ خدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين.
وفي عام 1985 التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية ، ليعود جلالته بعدها قائدا لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب في العام 1986 ، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجوالملكي الأردني كطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية ، وهومظلي مؤهل في القفز الحر. وكانت لجلالته عودة إلى الدراسة الأكاديمية العليا في العام 1987 ، حيث التحق بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن ، حيث أتم برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية ضمن برنامج (الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية) المنظم تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية.
وعاد جلالته ليستأنف خدمته العسكرية إذ عمل كمساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية 17 في الفترة بين كانون الثاني 1989 وتشرين الأول 1989 ومساعد قائد كتيبة في الكتيبة ذاتها من تشرين الأول 1989 وحتى كانون الثاني 1991 ، وبعدها تم ترفيع جلالته إلى رتبة رائد ، وخدم كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
قاد جلالة الملك عبدالله الثاني كتيبة المدرعات الملكية الثانية في عام 1992 وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين ، ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية ، ومن ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد ، وأعاد تنظيم القوات الخاصة في عام 1996 لتتشكل من وحدات مختارة لتكوّن قيادة العمليات الخاصة ، ورُقّي جلالته إلى رتبة لواء عام ,1998
وفضلاً عن خدمته العسكرية المتميزة والتي تولى خلالها مواقع قيادية عدّة ، تولّى جلالته مهام نائب الملك عدّة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن الأردن. وكانت الإرادة الملكية السامية قد صدرت في 24 كانون الثاني عام 1999 بتعيين جلالته ولياً للعهد ، علما بأنه تولى ولاية العهد بموجب ارادة ملكية سامية صدرت وفقا للمادة 28( ) من الدستور في يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني عام 1962 ولغاية الأول من نيسان ,1965
وقد اقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا في العاشر من حزيران 1993 ، ورزق جلالتاهما بنجلين هما سموالأمير الحسين ، الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره وليا للعهد في 2 تموز 2009 ، وسموالأمير هاشم ، كما رزق جلالتاهما بابنتين هما سموالأميرة إيمان وسموالأميرة سلمى.
رؤية ومسيرة
إن بناء الدولة الحديثة ، دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدالة والمساواة ، وتحقيق الرفاه والحياة الأفضل وبناء المستقبل الأفضل لجميع الأردنيين ، كانت على الدوام في مقدمة أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني.
ورؤية جلالته لبناء الأردن الآمن المستقر المزدهر ، هي رؤية إصلاحية تحديثية شاملة تتوخى إحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل والإنجاز ، والاستثمار في العنصر البشري. وفيما يرتبط بعملية صناعة القرار ، يحرص جلالة الملك على مأسسة وتوسيع حجم المشاركة في هذا الجانب. وقد تجلّى ذلك في رؤية جلالته التي تستهدف نقل آليات صناعة القرار من المركز إلى المحافظات لضمان أعلى درجات المشاركة الشعبية في صناعة السياسات الوطنية.
وتتجسد هذه الرؤية أيضا في حرص جلالته على إجراء انتخابات نيابية تكون أنموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية.
وجاء توجيه جلالته الأخير لحكومة سمير الرفاعي بضرورة أن تحتكم العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب إلى مواثيق شرف تستند إلى الدستور والقانون ، وتضمن احتكام العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى معايير تحقق المصلحة العامة.
ووجه جلالته الحكومة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان حرية التعبير وفسح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره الرقابي.
وشدد على ضرورة إجراء تعديلات تشريعية لإيجاد بيئة مناسبة تطور صناعة الإعلام المحترف ، وتصون حق وسائل الإعلام في الوصول إلى المعلومة ، وتضمن التعامل معها من دون أي قيود أوعوائق ، وتحمي المجتمع من أي ممارسات لا مهنية ولا أخلاقية. وركز جلالته على أهمية التعددية السياسية وترسيخ دور الأحزاب الوطنية ، وترسيخ مبادئ سيادة القانون وتكافؤ الفرص ومحاربة كل أشكال الفساد والواسطة والمحسوبية
وعلى الصعيدين الاقتصادي والتنموي ، يؤكد جلالته دوما على ضرورة بذل أقصى الجهود لتطوير الأداء الاقتصادي وضمان الإدارة المثلى للموارد ، حيث استطاع الأردن خلال السنوات الماضية تحقيق انجازات اقتصادية هامة.
ويبدي جلالته اهتماما كبيرا لتحقيق أعلى درجات التوازن التنموي بين المحافظات ، لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين ومحاربة الفقر والبطالة ، وحماية الطبقات الفقيرة ، وتفعيل العمل المؤسسي لرعاية المحتاجين. ويبدي جلالته حرصاً خاصاً تجاه حزمة مشروعات تنموية كبرى في قطاعات حيوية هي الغذاء ، والطاقة ، والمياه ، والنقل ، والاتصالات وتقنية المعلومات لتكريس الأمن الاقتصادي.
ويعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني قطاع الزراعة من أهم الأولويات الوطنية ، كما اهتم جلالته بالقطاعات الخدمية الرئيسة بهدف الارتقاء بمستوى معيشة المواطن. وتقوم رؤية جلالة الملك لأردن المستقبل ، على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه ، من خلال تنفيذ مشروع التطوير التربوي ، وتطوير التعليم الجامعي والحفاظ على استقلالية الجامعات ، والتوسع في التعليم المهني بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل.
تيسير النعيمات- منذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وجه جلالته الحكومات المتعاقبة الى تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومدهم بما ييسر عيشهم بكرامة، مشددا على ضرورة أن تنعكس أرقام النمو على حياتهم في كافة المجالات.
ولم ينتظر جلالة الملك، أن يطرق الفقراء أبواب الديوان الملكي العامر، بل سعى الى الفقراء من خلال استجابته لحوائجهم اليومية، وبخاصة المادية عبر زياراته التي لم تتوقف الى مناطقهم (جيوب الفقر)، والى بيوتهم.
فإلى جانب المساعدات المادية، أمر جلالته بتنفيذ مشاريع تنموية، تغطي مختلف مناحي الحياة التعليمية والصحية والاقتصادية والشبابية، لكافة المواطنين وبخاصة قطاعات ذوي الاعاقة والمرأة، بهدف توفير حياة مناسبة لكافة الأردنيين.
وزير الشباب والتنمية الاجتماعية الأسبق الدكتور عبدالله عويدات، تحدث عن الجانب الإنساني عند جلالة الملك، منذ معرفته بجلالته حين كان أميرا.
يقول عويدات "تشرفت بمعرفة جلالة الملك عبدالله الثاني في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حين كان متفرغاً للشؤون العسكرية، وكنت حينها وزيراً للشباب، وأسعدني الحظ أن اقترب منه قَبل أن يترأس الاتحاد الأردني لكرة القدم، وخلال تلك الفترة، كان يفاجئني بين الحين والآخر بزيارة الوزارة، فيعرض علي بعضاً من شؤون وشجون الاتحاد، حرصاً منه على التنسيق بين السياسة العامة لوزارة الشباب وبين اتحاد كرة القدم".
ويضيف عويدات "حين كنت اصطحبه الى سيارته لوداعه، كان غالباً ما يجد أمامه مجموعة من أصحاب الحاجة، ينتظرون خروجه، فيقتربون منه ويرفعون أصواتهم: يا سيدي يا سيدي، فكان يذهب اليهم ويستمع الى مطالبهم بتواضع جم، وبلطف ساحر وبابتسامة ناعمة، مبديا حرصه على مشاعر كل واحد منهم، فيأخذ أوراقهم، ويدرسها ويوصلها من خلال مرافقيه الى أصحاب الشأن".
وحين تولى العرش، توضح اهتمام جلالته بحال الطبقة الفقيرة، وبقي مهتما بهم. لم يكن ينتظر إلى أن يطرقوا أبواب ديوانه، أو يتقدموا منه أثناء مسير موكبه في الشوارع، بل يذهب اليهم في مواقعهم، في الشمال والجنوب والوسط، في الأغوار والبادية والمخيمات، وفي أطراف المدن الكبرى، وفق عويدات.
ويشير عويدات الى جهود جلالته لخدمة الأردنيين في مختلف مناحي الحياة، ويقول "سعي جلالته الى مساندة الفقراء، تمثل بالاستجابة لحوائجهم اليومية وبخاصة المادية، وقد طوَر أسلوبه من الزيارة الفردية الى بيوت بعض الفقراء الى الاطمئنان على طبيعة الخدمات المقدمة لهم في الدوائر الحكومية، وبخاصة الخدمات الصحية، لذا كثف زياراته المباغتة الى المستشفيات الحكومية التي تقدم لهم الخدمة، وظل يلاحق هذه المستشفيات بالزيارات المتواصلة، الى أن أصبحت الخدمة التي تقدم لهذه الطبقة نموذجاً لاحترام الإنسان والمحافظة على كرامته".
ويبين عويدات أن الزيارات الملكية المتواصلة، لم تكن لتلبي طموح جلالته، فبدأ بمأسسة العمل الإنساني، من خلال الديوان الملكي، فوسَع خدمات تقديم العلاج عبر مؤسسة خاصة في الديوان الملكي، تقدم العلاج المجاني لكل صاحب حاجة ممن لا يملك تأمينا صحياً، وما تزال هذه المؤسسة ملتقى الفقراء.
وذهب جلالة الملك أبعد من ذلك، فوجه الحكومة الى أن تلحق بالتأمين الصحي، الأطفال الأردنيين ممن هم دون سن السادسة، وقد تمَ ذلك، ثم أوعز الى الحكومة لشمول كبار السن ممن هم فوق الستين في التأمين الصحي المجاني، وهكذا كان.
وفي مجال السكن، ولشدة حرص جلالته على أولئك الذين لا مسكن لهم، أسس وحدة أخرى في الديوان الملكي لبناء مساكن للفقراء، وما تزال هذه الوحدة تقوم بعمل مسوحات في كل محافظة من محافظات المملكة، وبالتعاون مع المحافظين ووزارة التنمية الاجتماعية، لحصر أسماء العائلات المستحقة للمساكن، فبعد أن يتم تدقيق الأسماء، يتم اختيار الموقع المناسب لبنائها، ثم يحال العطاء، وتبدأ عملية الملاحقة للمتعهدين لإنجاز المشروع.
وغالبا ما كانت تسلم هذه الوحدات في غضون ستة أشهر، وما تزال هذه السنة الحميدة سارية ومستمرة، إذ استفادت العائلات العفيفة من هذه الوحدات السكنية، وما يزال جلالة الملك عبدالله الثاني، متابعاً وبدقة وعناية متناهيتين، لهذه السنة الإنسانية الرفيعة.
ومن السمات التي لا تخفى على متتبع لعهد جلالة الملك أنه قائد لمّاح محب للوقوف على الحقيقة بنفسه، ليطمئن بأن الأمور وضعت في نصابها، وكثيرا ما اكتشف أن خللا وقع هنا أو هناك في توزيع المساعدات، لذلك أسس وحدة لتوزيع المواد التموينية للأسر المحتاجة، وبعد أن أجري إحصاء شامل عبر جهات متعددة في كل محافظة للعائلات الفقيرة، بدأ بتوزيع طرود الخير لهذه العائلات، إلا أن جلالته اكتشف لاحقاً أن بعضا منها، لم يكن يصل الى الفقراء الحقيقيين، فأوعز بإعادة التدقيق الى أن اطمأن بأن القائمة التي تشكلت في الديوان، قائمة صحيحة، وشكل نهجا ملكيا بتقديم مؤونة من المواد الأساسية لكل عائلة، تكفيها لستة أشهر، وما تزال طرود الخير تصل الى باب كل عائلة فقيرة، كما يبين عويدات.
يقول عويدات "أسعدني الحظ العام 2005 بأن أكون وزيراً للتنمية الاجتماعية، وأن اطلع عن كثب على الجهود الهائلة التي كان يبذلها جلالته في سبيل تحسين أحوال الطبقة الفقيرة في الأردن".
ويشير الى أنه تم إجراء دراسة لتحديد جيوب الفقر العام 2004، والتي أجريت من قبل جهة أجنبية، وحددت عشرين جيبا للفقر، ومواقع هذه الجيوب في كل محافظات المملكة، وبدأت الدوائر المختصة بوضع الخطط وتخصيص الأموال اللازمة لمعالجة ظاهرة الفقر في تلك الجيوب.
ويبين أنه "حين تَسلمتُ وزارة التنمية بدأت أدقق في هذه الجيوب، عبر الجولات الميدانية، وتبين لي أن هنالك جيوبا أشد فقرا مما ورد في الدراسة، وفي لقاء لاحق مع جلالته، سألني عن جيوب الفقر في المملكة، وأوضحت له وجهة نظري، وأشرت تحديداً الى جيوب الفقر في منطقة الأغوار، وبعدها وجدت جلالته يقوم بزيارات متواصلة الى هذه المنطقة، وأمر بإقامة خدمات متطورة تعليمية وصحية لهم، إضافة الى مجموعة مشاريع تنموية وما يزال جلالته متابعاً لأبناء هذه المنطقة، وبالتساوي مع المناطق الأخرى".
دأب جلالته في كل عام وفي شهر رمضان تحديدا على إقامة مآدب إفطار لكل قيادات المجتمع، إلا أنه كان حريصاً وفي كل عام على أن يقيم مأدبة إفطار خاصة لأبناء دور الأيتام، ويوزع عليهم الهدايا، وكان يُجلِس على طاولته الخاصة مجموعة منهم، وكان يسألهم عن حياتهم اليومية، ويستوضح عن أمور دراستهم، ويبث فيهم روح العزم والمثابرة. ومع إطلالة كل عام جامعي، دأب الديوان الملكي على طلب أسماء الأيتام الذين أنهوا شهادة الدراسة الثانوية، ليضمهم الى قائمة البعثات على حساب الديوان الملكي، وهذه البعثات تغطي تكاليف حياتهم اليومية، بالإضافة الى أقساطهم الجامعية.
لم يترك جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه العرش قطاعا إلا أولاه عناية دقيقة، ولكن القطاع الذي ظل حاضرا وعلى مدار الساعة في ذهن جلالته وفي عمله، هو قطاع الفقراء والأيتام وأصحاب الحاجة، بحسب عويدات.
ويرى عويدات أن "جلالة الملك، استمد هذه النزعة الإنسانية من بعدين أساسيين في حياته، البعد الأول هو ما ورثه عن والده العظيم رحمه الله الحسين بن طلال وعائلته الهاشمية الكريمة، والبعد الثاني أنه أمضى فترة طويلة من حياته مع أفراد القوات المسلحة، فعرف من خلالهم طبيعة الأردن الاجتماعية بشرائحها المختلفة، وجمع بين كبرياء القائد العسكري وعزته وتواضعه، وشرف الجندية وحس العدالة بين الناس، فلازمه طبع عميق هو الإحساس بالآخرين والقرب منهم والتفاعل مع آمالهم وطموحاتهم".
ويؤكد على "أن من يتتبع سلوك القادة المعاصرين في الوطن العربي، وحتى في العالم، لا يجد نموذجاً مشابهاً لما قدمه جلالة مليكنا المفدى من حس إنساني رفيع مع أسرته الأردنية بكل شرائحها وطبقاتها".
رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لجمعية المركز الإسلامي الدكتور سلمان البدور يرى أن المبادرات الإنسانية التي قام بها جلالة الملك تُعبّرعن فكر إنساني يرتكز على حس إنساني رفيع "فمن المعروف أن الشعب الأردني يتشكل في معظمه من أبناء الطبقة المتوسطة الدنيا، وهم أولئك الذين يعملون ويكافحون من أجل الوفاء بالتزاماتهم الأسرية، ويشكل هؤلاء الأغلبية الصامتة التي أوكلت أمرها إلى الدولة الأردنية، فكانوا جندها وعمالها ومعلميها وكتبتها وكسبتها، وعبّرت الدولة الأردنية عن آمالهم وتطلعاتهم، وهي على كل حال، تتلخص في سكن يأويهم ولباس يكسيهم وكفاف عيش يجنبهم ذل السؤال".
ويقول البدور "أدرك جلالة الملك هذا الوضع منذ بداية توليه السلطة، فكان الزائر الدائم لبيوت الأردنيين، يتلمس حاجاتهم ويشاهد ظروفهم فيستجيب لتلبية طلباتهم، وكان في كل مرة وقبل أن يُطلب منه شيء، يتلقى سيلاً من الدعاء له بالخير والسداد".
ويبين "أدركت أفكار جلالته وأنا استمع لما يقوله أثناء زيارته للمركز الوطني لحقوق الإنسان، وكنت يومها عضوا في مجلس أمنائه، وما أقوله ليس كلام جلالة الملك، بل ما استنتجته من كلام جلالته، وأنا استشف الفكر الذي يتبناه تجاه الشعب الأردني".
الملك والملكة وابناؤهما الامراء حسين وسلمى وايمان وهاشم-(أرشيفية)
ويرى البدور أن جلالة الملك، يؤمن إيماناً تاماً بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة، "وانطلاقاً من هذا الإيمان، أكد جلالته على حق الأردنيين جميعاً في العيش بكرامة، وبدا ذلك واضحاً في كتاب التكليف السامي للحكومة الجديدة، وبناء على إيمان جلالته بتوفير العيش بكرامة، جاءت مبادرات جلالة الملك "سكن الأسر العفيفة" و"سكن كريم لعيش كريم".
ويزيد البدور أنه "انطلاقاً من إيمان جلالة الملك بحق الحياة لكل أردني وتوفير الخدمة الطبية لكل فئات الشعب الأردني، أمر جلالته بأن يشمل التأمين الطبي المجاني الأطفال دون السادسة، بما في ذلك أبناء غزة المقيمون في الأردن، ولكل كبار السن الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً وليس لديهم تأمين صحي".
"ولإيمان جلالته بقيم الدستور الأردني التي تتطابق تماماً مع مبادئ حقوق الإنسان في عدم التمييز على أساس اللغة أو الجنس أو العرق أو الدين، وأن الأردنيين سواسية أمام القانون، فإن جلالته أكد على حقوق المرأة وعدم التمييز ضدها، فصادقت الحكومة الأردنية على اتفاقية (سيداو)"، بحسب البدور .
ونظراً لأن الأطفال هم رجال المستقبل، والجزء الأضعف في المجتمع، أكد جلالته كما يبين البدور، على حقهم في الحماية من الإساءة أو تعرضهم للعنف أو الإساءة إليهم بأي شكل، وتم توفير ملاذات آمنة لمن يتعرض منهم للإساءة من ذويهم أو من الآخرين.
ويشير البدور الى أن الملك الذي يؤمن بالمساواة والعدالة، أكد على أنه يسعى جاهداً الى بناء مجتمع مدني، تقوم فيه العلاقات على أساس القانون وتكافؤ الفرص، ولأن الظلم لا يؤسس لشيء، فقد أمر جلالته بإنشاء ديوان المظالم، حتى يستطيع أي أردني أن يصل إلى حقه، إذا ما تم حرمانه من حق من حقوقه. ولإدراك جلالته لأهمية الروابط الاجتماعية الأردنية الأصيلة، القائمة على أساس التكافل داخل نطاق الأسرة الأردنية، فإنه يسعى الى تعميم هذا النوع من الروابط داخل نطاق الأسرة الكبيرة، إذ تم إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي الذي كُلف بتنسيق الجهود بين المؤسسات المعنيّة في ميدان العون الاجتماعي.
ويؤكد البدور على أن هذه الإنجازات توضح الأسس الفكرية الإنسانية التي يتبناها جلالته، وهي تستند في مضامينها الى فعل حقيقي من جلالته، فمن خلالها أسس لمبادراته الإنسانية التي ستؤتي أُكلها بإذن الله بما يكفل كرامة الأردنيين جميعاً، ويحقق لأغلبهم العيش الكريم".
رئيس الاتحاد العام للجمعيات الخيرية الدكتور أمين مشاقبة قال "منذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وهو يسعى لتحديث الأردن والارتقاء بمستوى الحياة العامة الى أعلى المستويات، وفي جميع المجالات التنموية المختلفة، ومنها الجهود المبذولة في مجال العمل الاجتماعي، إذ إن الهدف الرئيسي من كل تلك الجهود التنموية هو حياة المواطن، بحيث تنعكس عوائد التنمية بصورة فعلية على نوعية حياة المواطنين في مختلف مناطق المملكة".
من هنا انطلقت المبادرات الملكية في كل المجالات، لدفع عجلة التنمية الشاملة للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، فجاءت طرود الخير الهاشمية لمساعدة الفقراء والمعوزين، وهي عبارة عن مواد غذائية توزع على الأسر الفقيرة، تكفي لمدة لا تقل عن ستة أشهر لمساعدة هذه الأسر وتحسين مستواها المعيشي وتزويدها بالمواد الأساسية لمستلزمات الحياة، بحسب مشاقبة.
ويضيف مشاقبة أن طرود الخير الهاشمية تقدم بصورة فصلية، تغطي ما يزيد على 20 ألف أسرة معوزة ومحتاجة في كافة أرجاء الوطن، ناهيك عن معاطف الشتاء التي توزع سنوياً على الطلبة المحتاجين وغيرهم في مختلف مدارس المملكة، وخصوصاً في المحافظات الأقل حظا.
ويشير مشاقبة الى أنه وتجسيداَ للجهود الملكية لرعاية الأسر الفقيرة ولتوفير حياه كريمة لهم، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2005 مشروع الملك عبدالله الثاني لإسكان الأسر الفقيرة، وذلك لتوفير مساكن للفقراء في مختلف أرجاء المملكة، وبدأ المشروع في محافظة المفرق في ثلاث مناطق ثم انتقل العمل بالمشروع الى بقية المحافظات، فالمرحلة الأولى من المشروع، والتي يشرف عليها الديوان الملكي العامر، تضمن بناء 595 وحدة سكنية للفقراء في عشر محافظات، وتضمنت المرحلة الثانية بناء 1400 وحدة سكنية في مختلف محافظات المملكة".
وإيمانا من جلالته بتحسين الظروف المعيشية للمعلمين وتحسين مستواهم المعيشي، أطلق مشروع إسكان المعلمين الذي أمن ما يزيد على 1300 معلم ومعلمة بمنح وقروض ميسرة لأغراض السكن، ومنح 250 معلماً ومعلمة قروضاً إسكانية ليرتفع عدد المستفيدين من المعلمين بهذه المنح والقروض الى 1000 معلم سنوياً، ويضاف الى ذلك توفير السكن المناسب لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وذوي الدخل المحدود.
وكل ذلك كما يعتبر مشاقبة، يأتي في إطار جهود جلالته المستمرة لتحسين الظروف المعيشية لكافة فئات وشرائح المجتمع الأردني.
وضمن اهتمام جلالته بذوي الاعاقة، يشير مشاقبة الى إنشاء المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة لرعاية هذه الفئة، بحيث شهدت المملكة تطورا هائلاً في رعاية هذه الشريحة من حيث إقامة المراكز الجديدة لحمايتها وتحسين أوضاعها ودعم المؤسسات والمراكز التي تعنى بالمعوقين بصورة مختلفة تماماً عما مضى. "ويدفع جلالته بجهوده لتقدير العمل الاجتماعي الخيري والتطوعي، بحيث يعتبر جلالته المتطوع الأول الذي يدعم ويقدم الإسناد لكل الجهات الفاعلة لخدمة المواطن الأردني في كافة مناطق المملكة"، بحسب مشاقبة.
وانطلاقاً من اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بزيادة الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية، تم تأسيس صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، كمؤسسه غير حكومية ووسيلة رائدة للحد من الفقر والبطالة، ورفع مستوى معيشة المواطنين خصوصاً في المناطق الأقل حظاً، كما يشير مشاقبة.
ويسعى الصندوق الى تكريس الجهود لدفع عجلة التنمية الشاملة، وتشجيع الابتكارات الإبداعية وصقل مهارات المواطن وتطوير قدراته.
ويختم مشاقبة بأن "هناك مبادرات ومشاريع عديدة أطلقت للحد من الفقر والبطالة وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني، فالإنسان الأردني هو محور التنمية التي يركز عليها جلالته في كافة مبادراته ونشاطاته الإنسانية، والإنجازات التي حدثت خلال العقد الماضي من العهد الهاشمي الرابع، تشهد على مدى الالتزام والجدية للرقي بالأردن الى مصاف الدول المحدثة، والتي تعنى بالإنسان وتطوير سبل معيشته وتحقيق الرفاهية له في كافة المجالات من صحة وتعليم، وسكن، وعمل وتدريب وتأهيل.
لم تتوقف عجلة المبادرات الملكية مطلقاً عن تعزيز وتحسين نوعية حياة المواطن التي تشكل الغاية النهائية في فكر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه".
الدستور: الوطن يزهو بعيد ميلاد الملك اليوم
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة اليوم السبت الثلاثين من كانون الثاني بالعيد الثامن والأربعين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
وتلقى جلالة الملك برقيات تهنئة بالمناسبة من عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ، عبروا خلالها عن أطيب التهاني والتبريكات لجلالته بهذه المناسبة الوطنية ، داعين المولى جلت قدرته ان يعيدها على جلالته وهو يتمتع بموفور الصحة والعافية وعلى الشعب الأردني وقد تحقق له المزيد من الرفعة والتقدم والازدهار. كما تلقى جلالته برقيات تهنئة مماثلة من رئيس الوزراء ، ورئيس مجلس الأعيان ، ورئيس المجلس القضائي ، وقاضي القضاة ـ إمام الحضرة الهاشمية ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة ، ومديري المخابرات العامة والأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك ، والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء وممثلي الفعاليات الرسمية والشعبية.
ويستذكر الأردنيون في هذه المناسبة العزيزة مسيرة الإنجاز المظفرة التي قادها جلالة الملك عبر سنوات حكمه الرشيد ، حيث كان بناء الدولة الحديثة ، دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدالة والمساواة ، وتحقيق الرفاه والحياة الأفضل وبناء المستقبل الأفضل لجميع الأردنيين ، في مقدمة أولويات جلالته على الدوام.
وشهد الاردن في عهد جلالته تجسيدا للرؤية الإصلاحية التحديثية الشاملة التي قادها جلالته لإحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل والإنجاز ، والاستثمار في العنصر البشري.وفي حديثهم بالمناسبة العزيزة أكد مسؤولون ومحللون سياسيون ان الاحتفاء بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني يشكل مناسبة مهمة للتأكيد على رؤى ومنطلقات جلالته للاستمرار في النهوض بالوطن ورفع شأنه. واستعرض متحدثون المبادرات الملكية التي شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
الرأي: الأسرة الأردنية تحتفل بعيد ميلاد القائد
حاتم العبادي - يضيء جلالة الملك عبدالله الثاني (اليوم) الشمعة الثامنة والأربعين من عمره الميمون في مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز. اليوم يحتفل الأردنيون، في البوادي والأرياف والمدن والمخيمات، بعيد ميلاد الأب الحاني والكريم.. بعيد ميلاد من اعتزوا به وبإنجازاته.. بعيد ميلاد من كانوا محط فخره واعتزازه على الدوام... بعيد ميلاد القائد. قبل أيام، قال الملك في أبناء شعبه «أنني أعتـز بأني واحد منهم، وأفتخر بهم وبانتمائهم وإخلاصهم وقدرتهم على تحقيق أعظم الإنجازات».... هو الملك الذي راهن على الأردنيين بأن يكونوا قادرين على تجاوز كل التحديات والشدائد، ليبقى الاردن «مرفوع الرأس»، وكان نداء الإجابة «لبيك». في عيد ميلاد «أبي الحسين» يستذكر الأردنيون، حيثما كانوا، في البوادي والأرياف والمخيمات، منابر وصروحا علمية وصحية وسكنية وخدماتية، أمر بها جلالته خلال زياراته الميدانية لمختلف المناطق في المملكة، أضاءت لهم درب الحياة الكريمة، ليدخل السعادة الى بيوت طالما شكت قسوة الحياة.
انه عيد ميلاد ملك نذر نفسه لعزة الوطن ونصرة قضايا أمته و شعبه المخلص الفخور بهذه المناسبة الوطنية بكل اعتزاز، ثابتين على العهد بمزيد من العمل والإصرار والبناء.
ففي الثلاثين من كانون الثاني من عام 1962 ولد جلالة الملك، وهو الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
يوم عيد جلالة الملك عبدالله الثاني المبارك ، هو عيد لكل الأردنيين، واليوم الأغلى على قلوب الفقراء والمعوزين، الذين نعموا بالدفء والإحساس بالأمان بلفتات ومكارم ملكية غيرت طرائق العيش والحياة لديهم.
بكل اعتزاز يحتفي الأردنيون (اليوم) بعيد مليكهم مؤكدين ثقتهم وأيمانهم بقيادتهم الهاشمية الفذة التي حققت الإنجازات الرائدة من اجل رفعة الوطن وصون استقلاله ومنعته.
في يوم ميلاد الملك يتداخل الخاص والعام في علاقة تلاحم ، يعز أن تجد لها نظائر مماثلة، وشواهد العلاقة ماثلة للعيان في كل مكان... في البادية والريف والمخيمات والمدن.. فارملة في قرية شقيرة تشاطر عجوزا في منطقة عجلون وشابا في منطقة المفرق الإحساس بحميمية العلاقة التي تربطهم بجلالة الملك..
تلك العلاقة التي أرادها الملك أن تختصر المسافات بينه وشعبه لتكون قريبة ... بعيدة كل البعد عن جميع مظاهر المجاملات والرسميات.. لأنه ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية.. قالها « أن أسرتي أصبحت تزيد عن خمسة ملايين»... وعلى ارض الواقع جسدها، ليكون صديقا ونصيرا للفقراء.
كبرت الأسرة وكبرت أحلامها في بلد «بحجم الورد» انتصر فيه التاريخ على الجغرافيا ويمتد عطاؤه بعد أن وصل القاصي والداني الى أشقاء أنهكتهم الصراعات والحروب في أصقاع الدنيا.. فالأردن كما هو تاريخه معطاء بقيادته التي تستمد شرعيتها من ارث ديني يوغل في التاريخ ويرتبط بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
فالملك أول من هب لنصرة أهل فلسطين في قطاع غزة، إنسانيا وسياسيا وماديا، فالدم الذي هو هبة الله للحياة وأغلى ما نملك قدمه الملك ليسري الان في جسد غزي... وهذا حال دم الأردنيين جميعا الذين استجابوا لنداء جلالته بالوقوف لنصرة الأهل في فلسطين.
هو الملك في عيد ميلاده يتسع قلبه لكل شعبه ويؤسس لخطاب متنور في مخاطبة الآخر ..يعتمد العقل ورؤية الممكن للواقع لاستشراف القادم ..
وها هي خطاباته في المحافل الدولية والعالمية وفي مراكز صنع القرار ماثلة في ذاكرة الجميع معبرة عن رؤية جلالته.
ولأنه الملك القائد ظل دوما وما زال مستمرا يشحذ الهمم ويبشر بالخير والعطاء سائرا على نهج الأجداد..فالأردن الذي بناه الهاشميون تخطى التحديات وتجاوز الصعوبات وبنى المؤسسات ليكون بحق وطن الأحرار.. وطن الأردنيين وملاذ الهاربين من الخوف الباحثين عن الأمن والاستقرار.
على جبين الوطن «الأسمى والأغلى» كانت بيوت الخير الهاشمي كاللؤلؤ المنثور لتنهي معاناة اسر ودعت بيوت صفيح وخيما لا تقي من برد قارس ولا صيف قائظ .. ولسان حال ساكنيها يلهج بالدعاء عرفانا وشكرا لملك حمل همهم ووعد وأوفى ...وارتضى أن تكون هدية ميلاده ابتسامة طفل وفرحة عجوز انتصر لهم الملك في محنهم.
ابرز سماتها الصدق والإقدام وحب الناس : شخصية جلالته رسالة الهام للشباب
الدستور - رنا حداد
الوقوف على تفاصيل نشأة سير القادة والعظماء فيه عبرة وفيه رسالة من حق الأبناء والأحفاد الذين يعيشون انجازات عهد ميمون أن يحصلوا على رؤية تاريخية تتناول طفولته المميزة وبواكير شبابه.
وللتعرف أكثر على البيئة التي نشأ فيها سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى ما ميز هذا القائد الشاب الذي سطر حبه في قلوب أبناء وطنه كان لقاؤنا مع الفريق الركن المتقاعد الدكتور غازي الطيب الذي شهد محطات مهمة كانت ذات أثر كبير في تكوين شخصية جلالة الملك النموذج: بما تحمله من معالم الخير والعدل والحق.
العسكرية المبكرة
عن سر هذا الحب للعسكرية يقول الطيب "طفل في الثانية والنصف من عمره يزور برفقة والده الثكنات العسكرية مرتديا الزّي العسكري الذي كان ولازال الأحب إلى قلبه". ويضيف الطيب "الحديث عن مصادر أهم مصادر ثقافة الملك عبدالله في نشأته وطفولته المبكرة ملازمته لوالده المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه فقد كان المغفور له الملك الحسين يعشق القوات المسلحة وعبدالله نشأ وترعرع على هذا الحب". ويقول"وفي احد المرات التي كان فيها جلالته يزور الجيش بادر احد قادة الكتائب بتحيته صباحا قائلا good morning فما كان من ابن الأربعة سنوات إلا أن أن رد وعليكم السلام صباح الخير".
ويضيف الطيب "جلالته كان في عمر الثلاث سنوات كان يتحدث العربية مع والده ومع القوات المسلحة وهذه من علامات الذكاء المبكر ان يلم الطفل بثلاث لغات مميزا متى وكيف ومع من يستخدم كل منها". وعن دور العسكرية كمحطة في صقل الشخصية يقول الطيب "لا احد ينكر ان القوات المسلحة مدرسة في الثقافة والعلم والسلوك والشهامة ومدرسة للرجولة وسلوك يعلم الإنسان احترام الآخرين ويحافظ على النواحي الإدارية بالوقت وتوزيع الأعمال والرغبة في الإبداع والتميز". وعن شخصية ملكنا المحبوب يقول الطيب :"نشأ الملك في بيئة أردنية حميمة تحب الناس والخير للجميع بيئة القوات المسلحة وأسرة يقودها الملك الحسين القائد الفذ بالنواحي العسكرية منظومة في السلوك الاجتماعي المتميز ورثها عبدالله. فكان للملك الشاب القسط الأوفر من الاهتمام بالشأن العسكري ، الذي امتزج بتكوينه منذ سن مبكرة ، نتيجة تربيته الأسرية التي عاشها ، وهو يخطو خطواته الأولى".
"الشخصية المحبوبة"
"تحبه وهو طفل" هكذا تحدث ضيفنا بفرح وهو يصف لطف جلالته وسلوكه الجميل في التعامل مع كل من حوله ويضيف"شخصية محببة ولطفه في التعامل مع الآخرين منذ صغره حين كان يقسم مصروفه المدرسي مع أصدقائه في الروضة حتى الكعكة التي كان يشتريها كان يتقاسمها مع الآخرين وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على خلق عظيم وحب للآخر كما الذات.. لا يمكن ان يسيء الى احد بل كان يلهم الآخرين في آلية التصرف مع الناس".
وعن المواقف التي لا ينساها خلال مرافقته لجلالة الملك في طفولته يقول:"زرت معه بريطانيا وسكنت في الغرفة المجاورة حيث أشارت والدته الى ضرورة متابعته لدروسه حيث كان يصطحب معه كتبه لاحظت انه يضع إستراتيجية معينة للاستذكار لفتت انتباهي فلمست ذكاء مبكرا في شخصية ملكنا الشاب الذي كان آنذاك يحفظ صورا من القرآن الكريم ويتقن اللغة العربية لطفل في مثل عمره يعتبر تميز الى جانب اللغة الفرنسية والانجليزية".
وعن ذات الرحلة يضيف الطيب" لمست في شخصيته ومن خلال موقف أننا في بريطانيا ركبنا سيارة أجرة وكان السائق فضوليا جدا ويطرح كثيرا من الأسئلة التي لا تعنيه الأمر الذي جعل جلالته يهمس في أذني لماذا يسأل هذا الشخص كثيرا عن أشياء لا تعنيه؟؟".
الالتزام والإقدام
حين انتظم جلالته في صفوف القوات المسلحة يقول الطيب "كان جنديا كغيره من الجنود يتمرن ويطيع الأوامر العسكرية وملتزم بقواعد السلوك بل الأكثر من ذلك كان مقداما لا يخشى شيئا كان ظاهرا حبه للسلاح ومهارته في استخدامه بل كانت له رؤية لا تخيب في مجال الأسلحة". وعن تميزه روى الطيب عن القفزة الأولى التي قفزها جلالته من "البرج وهو مكان التدريب الأول قبل القفز من الطائرة" يقول الطيب "أنها كانت قفزة مميزة ومتقنة دعت جميع المسؤولين عن التدريب يسألونه ان كان قد تدرب من قبل عليها الا انها كانت المرة الأولى والتي دلت في تطبيقها على جدية وشجاعة قلب وسجل من خلالها قفزة صحيحة منذ المرة الاولى. ويضيف ان جلالته هو الوحيد الذي طلب ان يقفز قفزة "التالون"وهي ان يقفز شخصين في مظلة واحدة وهي تنطوي على مخاطرة ومسؤولية كبيرة الا ان جلالته كان على الدوام مثالا على الإقدام والشجاعة.
حبه لجنده
يقول الطيب :عندما كان جلالته يزورنا في كرواتيا للوقوف على سلامة قواتنا الأردنية المشاركة في عمليات حفظ السلام الأردنية كان لا يكتفي بالتقارير التي كانت تقدم عن قواتنا بل كان يذهب الى نقاط تواجدها وان كانت تنطوي على مخاطر كبيرة الا انه كان يصمم على لقاء الجنود في مواقعهم .
والأجمل" انه كان يتناول طعامه معهم ولم يكن يرضى بوجود خصوصية له في أي شيء سواء طعام او شراب". وعن اهتمامه بجنودنا البواسل يضيف الطيب عن موقف من مواقف جلالته"وهو أمير رأى أفراد الجيش في الصين يرتدون معاطف لفتت انتباه جلالته مصممة بأسلوب يتناسب وألوانه مع العسكرية لون اخضر واسود طلبنا آنذاك الملحق العسكري واليوم جنود الحرس الملكي يرتدون هذه المعاطف على نفقة جلالته".
وبعد
ملك ، أب شامخ القامة ، مكتمل الرجولة ، يعمر قلبه حب دينه ، ووطنه ، وأسرته الكبيرة من شعبه.. يتطلع الجميع إليه فيغدق عليهم حبه ، ويمد أسرته بإرشاداته ، ولم تمنعه عاطفة الحب الجياشة أن يوجههم نحو الاعتماد على أنفسهم ، وأن يتحدث معهم بصراحة عن الظروف الصعبة والتحديات وأن عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة ذلك.
يفرح بلقاء الكبار من أبناء شعبه ، نراه يجد بهجة موازية بلقاء الصغار من مواطنيه ، ولا يجد غضاضة أن يقبل أولئك الأطفال ، وأن يحمل البعض منهم وكأنهم أطفاله. وأن يستفسر عن معاناة بعضهم ، ويمازحهم ، ويستمع إلى أقوالهم البريئة.. منصتاً كأب رحيم. قائدنا انموذج لكل فرد في عائلتنا الكبيرة لا اجمل من الاقتداء به ، وفقه الله.
بترا: الأسرة الأردنية تحتفل اليوم بالعيد الثامن والأربعين لميلاد الملك عبدالله الثاني
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة اليوم السبت الثلاثين من كانون الثاني بالعيد الثامن والأربعين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
ففي الثلاثين من كانون الثاني سنة 1962 ميلادية زف المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه البشرى للشعب الأردني بميلاد نجله الأكبر ، وفي كتابه (ليس سهلا أن تكون ملكا) قال المغفور له جلالة الملك الحسين "أسميته عبدالله إحياء لذكرى جدي وهذا لم يعط العرش الأردني وريثا مباشرا وحسب بل كان من وجهة نظري البحتة أروع حدث عشته في حياتي".
وأمضى جلالة الملك عبدالله الثاني المرحلة الأولى من تعليمه في الكلية العلمية الإسلامية في عمان ، وانتقل في المرحلة الإعدادية والثانوية ، إلى مدرسة سانت ادموند في ساري بانجلترا ومن ثم إلى مدرسة إيجلبروك وبعدها إلى أكاديمية دير فيلد في الولايات المتحدة الأميركية.
نشأ جلالته عسكرياً محترفاً ، فقد تدرج في المواقع العسكرية من رتبة ملازم أول إذ خدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين.
وفي عام 1985 التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية ، ليعود جلالته بعدها قائدا لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب في العام 1986 ، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجوالملكي الأردني كطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية ، وهومظلي مؤهل في القفز الحر. وكانت لجلالته عودة إلى الدراسة الأكاديمية العليا في العام 1987 ، حيث التحق بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن ، حيث أتم برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية ضمن برنامج (الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية) المنظم تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية.
وعاد جلالته ليستأنف خدمته العسكرية إذ عمل كمساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية 17 في الفترة بين كانون الثاني 1989 وتشرين الأول 1989 ومساعد قائد كتيبة في الكتيبة ذاتها من تشرين الأول 1989 وحتى كانون الثاني 1991 ، وبعدها تم ترفيع جلالته إلى رتبة رائد ، وخدم كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
قاد جلالة الملك عبدالله الثاني كتيبة المدرعات الملكية الثانية في عام 1992 وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين ، ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية ، ومن ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد ، وأعاد تنظيم القوات الخاصة في عام 1996 لتتشكل من وحدات مختارة لتكوّن قيادة العمليات الخاصة ، ورُقّي جلالته إلى رتبة لواء عام ,1998
وفضلاً عن خدمته العسكرية المتميزة والتي تولى خلالها مواقع قيادية عدّة ، تولّى جلالته مهام نائب الملك عدّة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن الأردن. وكانت الإرادة الملكية السامية قد صدرت في 24 كانون الثاني عام 1999 بتعيين جلالته ولياً للعهد ، علما بأنه تولى ولاية العهد بموجب ارادة ملكية سامية صدرت وفقا للمادة 28( ) من الدستور في يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني عام 1962 ولغاية الأول من نيسان ,1965
وقد اقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا في العاشر من حزيران 1993 ، ورزق جلالتاهما بنجلين هما سموالأمير الحسين ، الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره وليا للعهد في 2 تموز 2009 ، وسموالأمير هاشم ، كما رزق جلالتاهما بابنتين هما سموالأميرة إيمان وسموالأميرة سلمى.
رؤية ومسيرة
إن بناء الدولة الحديثة ، دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدالة والمساواة ، وتحقيق الرفاه والحياة الأفضل وبناء المستقبل الأفضل لجميع الأردنيين ، كانت على الدوام في مقدمة أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني.
ورؤية جلالته لبناء الأردن الآمن المستقر المزدهر ، هي رؤية إصلاحية تحديثية شاملة تتوخى إحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل والإنجاز ، والاستثمار في العنصر البشري. وفيما يرتبط بعملية صناعة القرار ، يحرص جلالة الملك على مأسسة وتوسيع حجم المشاركة في هذا الجانب. وقد تجلّى ذلك في رؤية جلالته التي تستهدف نقل آليات صناعة القرار من المركز إلى المحافظات لضمان أعلى درجات المشاركة الشعبية في صناعة السياسات الوطنية.
وتتجسد هذه الرؤية أيضا في حرص جلالته على إجراء انتخابات نيابية تكون أنموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية.
وجاء توجيه جلالته الأخير لحكومة سمير الرفاعي بضرورة أن تحتكم العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب إلى مواثيق شرف تستند إلى الدستور والقانون ، وتضمن احتكام العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى معايير تحقق المصلحة العامة.
ووجه جلالته الحكومة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان حرية التعبير وفسح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره الرقابي.
وشدد على ضرورة إجراء تعديلات تشريعية لإيجاد بيئة مناسبة تطور صناعة الإعلام المحترف ، وتصون حق وسائل الإعلام في الوصول إلى المعلومة ، وتضمن التعامل معها من دون أي قيود أوعوائق ، وتحمي المجتمع من أي ممارسات لا مهنية ولا أخلاقية. وركز جلالته على أهمية التعددية السياسية وترسيخ دور الأحزاب الوطنية ، وترسيخ مبادئ سيادة القانون وتكافؤ الفرص ومحاربة كل أشكال الفساد والواسطة والمحسوبية
وعلى الصعيدين الاقتصادي والتنموي ، يؤكد جلالته دوما على ضرورة بذل أقصى الجهود لتطوير الأداء الاقتصادي وضمان الإدارة المثلى للموارد ، حيث استطاع الأردن خلال السنوات الماضية تحقيق انجازات اقتصادية هامة.
ويبدي جلالته اهتماما كبيرا لتحقيق أعلى درجات التوازن التنموي بين المحافظات ، لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين ومحاربة الفقر والبطالة ، وحماية الطبقات الفقيرة ، وتفعيل العمل المؤسسي لرعاية المحتاجين. ويبدي جلالته حرصاً خاصاً تجاه حزمة مشروعات تنموية كبرى في قطاعات حيوية هي الغذاء ، والطاقة ، والمياه ، والنقل ، والاتصالات وتقنية المعلومات لتكريس الأمن الاقتصادي.
ويعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني قطاع الزراعة من أهم الأولويات الوطنية ، كما اهتم جلالته بالقطاعات الخدمية الرئيسة بهدف الارتقاء بمستوى معيشة المواطن. وتقوم رؤية جلالة الملك لأردن المستقبل ، على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه ، من خلال تنفيذ مشروع التطوير التربوي ، وتطوير التعليم الجامعي والحفاظ على استقلالية الجامعات ، والتوسع في التعليم المهني بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل.
samah_abdal jawad- عضو جديد
- عدد المساهمات : 17
محبة الاعضاء لكـ : 0
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
العمر : 29
الموقع : الاردن
ارسمك وامحيك- المستشاره الاداريه
- عدد المساهمات : 29
محبة الاعضاء لكـ : 0
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
العمر : 29
الموقع : jo0ordan
رد: الملك الحاني عبدالله الثاني
موضوع جميل جدا ... شاكرين جهودك ...
.::mais::.- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 50
محبة الاعضاء لكـ : 3
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
العمر : 29
الموقع : Jordan -zarka
مواضيع مماثلة
» الانجازات التاريخية لجلالة الملك المعظم :
» انجازات الدفاع المدني في عهد الملك عبدالله الثاني
» السيرهـ الذاتيه لصاحب الجلاله الهاشميه الملك عبدالله الثاني بن الحسين
» الأردنيون يحتفلون بالعيد السابع والأربعين لميلاد الملك عبدالله الثاني
» صور عن جلالة الملك
» انجازات الدفاع المدني في عهد الملك عبدالله الثاني
» السيرهـ الذاتيه لصاحب الجلاله الهاشميه الملك عبدالله الثاني بن الحسين
» الأردنيون يحتفلون بالعيد السابع والأربعين لميلاد الملك عبدالله الثاني
» صور عن جلالة الملك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى