www.tamador.1talk.net

الملكة رانيا العبدالله تطلق مبادرة «مدرستي»



عمان - الدستور - غادة ابو يوسف: أحيت جلالة الملكة رانيا العبدالله الامل في نفوس اكثر من مئة وثلاثة وستين الف طالب وطالبة في مدارسنا في توفير بيئة تعليمية صحية مناسبة عندما اطلقت جلالتها امس مبادرة"مدرستي" بهدف تطوير مدارس المملكة ذات الحاجة وحشد عشرات الشركات الوطنية وحشد من افراد المجتمع المحلي ومؤسسات القطاع العام والخاص لدعم هذه المبادرة . وحثت جلالتها في كلمات معبرة نابعة من القلب في حفل اطلاق المبادرة بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي باهمية تضافر الجهود الوطنية وتجسيد الشراكة مع القطاع الخاص لاثراء البيئات التعليمية ولتعزز الفرص لطلبة المدارس في الاردن.

وشكرت جلالتها جهود كل من لبى النداء وعقد العزم على العمل بشراكة مع مبادرة مدرستي قائلة جلالتها "قرار الانخراط بالتغيير دائما هو الأصعب فقد تعودنا أن تكون مسؤولية التعليم ملقاة على عاتق القطاع العام فقط ، واليوم ستصبح مدارسنا مسؤولية اجتماعية .. يرعاها كل مواطن فاعل ، وكل منظمة حريصة على الأردن ، وكل شركة خاصة أو عامة تريد أن تساهم في تنشئة أجيالنا.." واكدت جلالتها ان "مدرستي" وبما جاءت به من الهمة والإمكانيات والشباب والعزيمة قادرة بمشيئة الله ان تفوق التوقعات.." ولن نحقق التعليم للجميع فقط بل تعليم جميع الأردنيين في بيئة صحية ، وتعليم الجميع في مدارس مؤهلة ، وعلى يد مدرسين يحفزونهم ويلهمونهم ... لأننا عندما يأتي الأمر للتعليم ، الأردن لا يكتفي بالكم .... بل بالكيف ... كيف نضيء كل بقعة .. كل مدرسة كل مدينة وكل محافظة". واضافت جلالتها "معروف عن الأردن ان شعبه مثقف وقارئ ومحب للعلم ، فقبل عامين جاء الأردن في المرتبة الثانية بين الدول العربية من حيث اقترابه لتحقيق هدف التعليم للجميع وهذا دليل على طموح الاردنيين بتحقيق تعليم أفضل".

وأعربت جلالتها عن الشكر والتقدير لوزارة التربية والتعليم لجهودها المستمرة في تطوير التعليم في الأردن. وتقديرا للدور الريادي للقطاع الخاص في بدء مشوار الشراكة مع مبادرة "مدرستي" قدمت جلالتها الشكر لكل من شركة أبراج الاماراتية وموارد الاردنية واسمتهم بالشركاء القياديين وقدمت الشكر ايضا الى شركة عائلة بوشماوي من تونس ولكل من شركة زين وسرايا القابضة والمهندس سعيد دروزة واطلقت عليهم اسم الشركاء الرئيسيين للمبادرة. وبينت جلالتها على مجسم خارطة الاردن التي تضمنت المدارس المشمولة في المبادرة وبحضور الطفل "عارف" الذي اعتبرته رمزا لهذه المبادرة بينت مراحل عمل المبادرة واشارت الى انه تم تقسيم المملكة لخمس مناطق ، كل منها يضم مئة مدرسة حيث سيبدأ العمل الآن على تأهيل مدارس عمان والزرقاء والرصيفة ، ثم تتحرك "مدرستي" الى الجنوب من منطقة البحر الميت جنوبا لتأهيل مئة مدرسة أخرى .. وبعدها المفرق وجرش والبلقاء وعجلون ومادبا واربد ليتم الإرتقاء بمستوى بيئتها التعليمية واصلاح ما يلزم اصلاحه خلال السنوات الخمس القادمة. وعقب ذلك جالت جلالة الملكة في ارجاء المعرض الكبير لعدد من مدارس المملكة التي تم تقييمها ليتم شمولها في المرحلة الاولى من مبادرة مدرستي وشاهدت ما سجله الطلبة ومعلموهم من احتياجات بالصورة والكلمة لمدارسهم وما تعاني منه ، واضعين امالهم بين يدي جلالتها ليكون لتلك الامال نصيب من مبادرة "مدرستي". كما استمعت جلالتها الى جانب من العرض الذي كان يقدم من قبل شركاء المبادرة من مؤسسات المجتمع المدني وهي مؤسسة نهر الأردن ، ومتحف الأطفال ، وأمانة عمان الكبرى ، وإنجاز ، ومبادرة التعليم الأردنية ، وجمعية التعليم الأردنية ، ومجلس المدارس الخاصة ، والجمعية الملكية للتوعية الصحية ، ورواد ، وجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز واليونيسف. وتبادلت حلالتها الحديث مع ممثلي شركات القطاع الخاص التي قد تفاعلت مع ممثلي المدارس حيث اعلنت كل شركة التزامها بالعمل مع عدد من المدارس التي حددت وكتب اسم الشركة عليها.

تطوير التعليم

من جانبه قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ان هذه المبادرة تعكس حرص جلالة الملكة رانيا العبدالله على الدفع باتجاه تطوير التعليم من خلال تطوير البيئات المدرسية والانخراط المباشر للمجتمع في التجديدات التربوية وفي تطوير خطط العمل المدرسية وهي تضاف إلى مبادرات جلالتها السابقة في السعي لإعادة الاعتبار للمعلم من خلال جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز. واكد النعيمي أن هذه المبادرة سوف توفر دعماً جديداً لتخفف العبء عن الوزارة وتساعدها في الاسراع في تحقيق النتائج المرجوة لا سيما من خلال بناء الشراكات وانخراط المجتمع المحلي مباشرة في تطوير العمل المدرسي.وقال ان الوزارة "شاركت مع فرق العمل بتسهيل الوصول إلى المدارس المستهدفة وتوفير المعلومات والمعايير المهمة لتنفيذ عملية التجديد والتحديث.

وتقدم الدكتور النعيمي بالشكر لجلالة الملكة على اطلاقها هذه المبادرة لتوفير بيئة امنة للطلبة والمعلمين في مدارسهم وتحفيز الابداع مبديا استعداد الوزارة لاجراء الصيانة في المدارس المشمولة وغيرها مشيدا بدور القطاع الخاص في تبني مدارس ضمن المبادرة وضرورة تعظيم وتوسيع دائرة المشاركة لتحقيق الاهداف المرجوة. وأشار الوزير إلى مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم قطاع التعليم من خلال دعم صندوق الإسكان وإنشاء الأبنية المدرسية وأعمال الصيانة المدرسية والمدافئ ومعاطف الشتاء التي ساعدت الوزارة كثيراً في تحقيق أهدافها وتشكل بمجموعها عناصر تحفيز للمنظومة التربوية باتجاه تطوير التعليم.

موقع الكتروني باسم «مدرستي»

وفي وقت متزامن مع اعلان جلالة الملكة رانيا العبدالله رسميا لمبادرة مدرستي اطلق موقع التكروني على شبكة الانترنت باسم "مدرستي" ـ مسؤوليتي ـ مجتمعي ـ مستقبلي ، يمكن تصفحه على الرابط www.madrasati.jo. ووجهت جلالتها من خلال الموقع رسالة الى جميع القطاعات والهيئات وافراد المجتمع للمساهمة في دعم وانجاح اهداف المبادرة وقالت فيها "مدرستي هي مدرستكم ... نحتاج سواعدكم وعزيمتكم لترميم جدرانها وتجميل صفوفها ، ومنح طلابها الالهام ليصبحوا قوى فاعلة في المجتمع. وقالت جلالتها: أملي بكم أن تتضافر جهودكم مع جهودنا لتطوير مدارسنا وتوفير البيئة السليمة لأطفالنا وكلي ثقة بأن شراكتنا ستثمر في احداث التغيير الذي نطمح اليه جميعا لنجعل التعليم مسؤولية اجتماعية ، مسؤوليتنا جميعا. ويشار الى ان الموقع صمم باللغتين العربية والانجليزية ويضم اقساما تعريفية بالمبادرة ومبادىء عملها وبالشركاء وكيفية المساهمة والادوار المرجوة من جميع الاطراف ومراحل العمل في مدارس المملكة.

اهداف المبادرة

وتاتي مبادرة مدرستي ضمن جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في توفير التعليم النوعي ، كون تحسين البيئة المادية والتعليمية للطلبة هو المكون الأساسي لذلك التعليم ، وبهدف توفير بيئة تعليمية أفضل لطلبتنا. وتتضمن المبادرة اجراء صيانة طارئة للبنية التحتية ودعم البرامج التعليمية ، وتوفير راحة وسلامة للطفل في المدرسة وكذلك توفير أدوات نوعية لعملية التعليم والتعلم . وستركز مبادرة "مدرستي" قبل كل شيء على البنية التحتية والبئية المدرسية وهذا يشمل ضمان التزام المدارس بمتطلبات السلامة الوطنية وأن تكون وسائل الراحة في وضع جيد مثل الحمامات والأبواب والنوافذ والأثاث وساحات اللعب الملائمة ، حيث يتطلب حوالي %15 من المدارس العامة في الأردن تدخلا سريعا لمعالجة نواقص البنية التحتية فيها. كما ستعمل "مدرستي" على تعزيز نوعية البيئة وأدوات التعلم في نفس المدارس. وستقوم مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية العاملة بشراكة مع هذه المبادرة بتوسيع المبادرات القائمة في عدة مجالات بما فيها سلامة الطفل ، والمدارس الصحية وتدريب المهارات وتوفيرها للمدارس وفق تقييم حاجاتها. ووفقا لمبادئ مبادرة مدرستي فان الطلبة هم المحور في ان يكونوا المستفيدين الرئيسيين والمشاركين الفاعلين ، كما ان المبادرة ترحب بالشراكة بأي شركاء جدد وتوفر لهم الفرص المتكافئة للمساهمة ، ومن المبادئ ملكية المجتمع وذلك بان تقود لجنة المجتمع عملية تجديد وتحديث مدرستها . كما أن المشاركة في التكاليف من حيث المساهمات المالية أو العينية من الشركاء عنصر هام لتعزيز زخم المبادرة ، ومن ابرز المبادئ التي تركز عليها التطوع أغلى ما يمكن أن يقدمه المرء هو وقته والشفافية: المساهمة الفعالة والعلنية مهمة لنجاح المبادرة على جميع الأصعدة.

القطاع الخاص

المهندس سعيد دروزة احد الداعمين حث القطاع الخاص على دعم هذه المبادرة بقوة وتبني مدارس من مدارسنا باي طريقة ممكنة لاصلاحها وتحديثها والارتقاء بمستواها مؤكدا اهمية ومزايا مشاركة هذا القطاع في التفاعل في المجتمع المحلي ، مبينا ان تفاعل القطاع الصناعي ورجال الاعمال وتواصلهم مع طلبة المدارس من اعمار 16 سنة فاكثر سيساعد في توجيه هذه الفئة نحو العمل وتحديد دراسته في المستقبل بما ينعكس على تنمية شخصيته معتبرا ان شراكة رجال الاعمال ودعمم سيكون نموذجا يحتذى به نحو تحفيز العطاء والعمل .

الطلبة والمدارس والمبادرة

وفي لقاءات مع الطلبة والمعلمين في المعرض الذي اقيم في فندق حياة عمان ـ قاعة زارا عبر العديد من الطلبة ومعلميهم عن املهم في ان ترى المبادرة النجاح والدعم من المجتمع المحلي وان تحظى مدارسهم التي مضى على تاسيسها عشرات السنوات بالرعاية والاهتمام والدعم للنهوض بها وتحديث معالمها ومرافقها من جديد بعد ان جارعليها الزمن وتقلباته .

الطالب ركان محمود ، ومعلمه شاهر العلمي من مدرسة هاني ابن مسعود الزرقاء وصفا المبادرة بالرائعة في حث افراد المجتمع على تحمل مسؤولياتهم تجاه تعليم ابنائهم حيث اختزلت مطالب مدرستهم بعبارة واحدة"امنحونا مدرسة افضل نمنحكم جيلا يبني افضل" ورات المعلمة نادية داود من مدرسة محمود العابد الاساسية في وادي السير ان اطلاق هذه المبادرة هي دعوة للحفاظ على مواقع اثرية وعنوان لتواصل الاجيال . فمدرستها من المدارس القديمة جدا التي درس فيها عدة اجيال ، الجد والاب والابن ، ومطالب هذه المدرسة حسب طلابها احمد زياد ابو سندس ابن الرابع الاساسي وزميله محمد خير ناصر اعادة صيانتها وتوفير مرافق صحية وصفوف ومختبرات ومشارب جديدة للمياه . فالمشارب في هذه المدرسة متهالكة. ووصفت مديرة احدى مدارس البادية الوسطى ـ لواء الجيزة كفاح العيطان المبادرة بانها بارقة امل جميع مدارسنا تتوق الى مثلها منذ زمن لاجراء اصلاحات لا تستطيع وزارة التربية والتعليم بمفردها وميزانيتها تنفيذها .

اما طالبات مدرسة بلقيس الاساسية للبنات في العاصمة عمان التي تقع في جبل القلعة فعبرن باسم المدرسة قائلات "بلقيس لا تغضبي ولا تحزني ..اسمك محفور في ذاكرة الزمن والخبر اليقين القادم بان اهل الخير سيمسحون غبار السنين ليكشفوا عن معدنك الجميل البراق لتكوني اكثر جمالا عبر مبادرة مدرستي" .

ومن مدرسة الخوارزمي الاساسية للبنين في محافظة الزرقاء عبر الطلبة ومدرسوهم عن معاناتهم من الاكتظاظ الشديد في اعداد الطلبة حيث يصل العدد الى 45 طالبا في الصف بحيث يجلس على المقاعد احيانا ثلاثة طلاب او اربعة اضافة الى ان المرافق والابواب والشبابيك والالواح جميعها متهالكة متطلعين الى اهل النخوة من الداعمين للمبادرة الى دعم مدرستهم لتؤدي رسالتها . وعبر طلبة من مدارس شاركت بالمعرض عن توقهم لقطف ثمار المبادرة التي من شانها توفير المختبرات للقيام بالتجارب العلمية والمسارح للقيام بالانشطة اللامنجية كغيرهم من زملائهم في المدارس التي تحظى بذلك .
التاريخ : 16-04-2008

ادامها الله بانية محبوبة لكل قلوب الاردنيين والاردنيات بل والامة اجمعها ...
( شاكرة لك على هذا الموضوع القيم )